في قلب الطبيعة الخلابة، بعيدًا عن صخب الحياة وضجيج المدينة، وجد الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين ملاذه الإبداعي في كوخ صغير بناه خصيصًا له في مزرعة كاري عام 1874.
كان توين في ذروة إنتاجيته الأدبية، وكان شغوفًا بالكتابة والتدخين، فوجد في هذا الكوخ - الذي صمم ليشبه مقصورة قيادة باخرة نهر المسيسيبي - الملاذ المثالي للإبداع والهدوء.
بعد تناول فطوره المكون من شرائح اللحم، كان توين يسير لمسافة 300 قدم عبر مرج أخضر مزهر ليصل إلى كوخه الثماني الأضلاع، ويجلس إلى طاولة الكتابة ويبدأ في نسج كلماته الساحرة وسط زقزقة العصافير وأصوات الطبيعة.
كان هذا الكوخ المتواضع مصدر إلهام لتوين، حيث كتب فيه العديد من رواياته الشهيرة، وكان ينتج فيه ما يصل إلى 2600 كلمة يوميًا!
وصف توين كوخه في رسالة إلى صديقه ويليام دين هاولز عام 1874 قائلًا: "إنها أجمل غرفة دراسة رأيتها على الإطلاق ... ثمانية الأضلاع ذات سقف ذو قمة، كل وجه مليء بنافذة واسعة ... تقع في عزلة تامة على قمة تل يشرف على أميال من الوادي والمدينة وسلاسل متراجعة من التلال الزرقاء البعيدة. إنها عش مريح وفيه مساحة تكفي لأريكة وطاولة وثلاثة أو أربعة كراسي، وعندما تهب العواصف أسفل الوادي البعيد ويومض البرق خلف التلال البعيدة ويسقط المطر على السقف فوق رأسي - تخيل روعة ذلك".
للأسف، لم يبق الكوخ في مكانه الأصلي، فنقل إلى حرم كلية إلميرا عام 1952 لحمايته من التخريب ولإتاحة الفرصة للسياح لزيارته.
واليوم، يقف كوخ مارك توين شاهدًا على إبداعه وعشقه للطبيعة، ويذكرنا بأهمية العزلة والهدوء لتحقيق الإنتاجية والنجاح.
No comments:
Post a Comment