الاثنين، 9 يونيو 2025

فوائد علكة الكرياتين: هل تستحق التجربة؟

 

مقدمة
في السنوات الأخيرة، ظهر نوع جديد من مكملات الكرياتين في السوق على شكل علكة (Chewing Gum)، يَعِد بتوفير جرعة سريعة وسهلة من الكرياتين دون الحاجة إلى الخلط بالماء أو المشروبات. يطرح الكثيرون تساؤلًا حول جدوى هذا الشكل الجديد: هل فعلاً تقدم علكة الكرياتين فوائد مشابهة أو أفضل من الكرياتين التقليدي؟ وهل تستحق التجربة؟ في هذه المقالة سنستعرض آلية عمل علكة الكرياتين، فوائدها المحتملة، ووجهات النظر المختلفة حول مدى فاعليتها وقيمتها للاعبي الرياضة والهواة على حد سواء.


ما هو الكرياتين؟

الكرياتين هو مركب طبيعي يتكون في الجسم بصورة رئيسية في العضلات والدماغ. يرتبط أساسًا بتحسين الأداء البدني خلال التمارين عالية الشدة والقصيرة المدى، مثل رفع الأثقال والركض السريع. يُعَدُّ الكرياتين من أكثر المكملات المدروسة والأمان استخدامها، حيث أظهرت الدراسات العلمية قدرته على:

  • زيادة الطاقة الفورية للعضلات عبر دعم إنتاج جزيء ATP المسؤول عن انقباض العضلات.

  • تعزيز القوة والكتلة العضلية مع الاستمرار في التمرين المنتظم.

  • تسريع تعافي العضلات وتقليل الإجهاد بعد التمارين المكثفة.


لماذا علكة الكرياتين؟ آلية العمل

تختلف علكة الكرياتين عن المساحيق والسوائل التي تُخلط بالماء في عدة جوانب:

  1. الامتصاص المباشر عبر الغشاء الفموي:

    • أثناء المضغ، يمر جزء من الكرياتين مباشرة إلى مجرى الدم عبر الأوعية الدموية في الفم، ما قد يساهم في سرعة وصوله إلى العضلات.

  2. الملاءمة وسهولة الاستخدام:

    • لا تحتاج إلى قارورة ماء أو وعاء خلط. يُمكن تناول العلكة في أي وقت، سواء في أثناء السفر أو قبل الرياضة مباشرة.

  3. الجرعة المحسوبة مسبقًا:

    • عادةً ما تحتوي كل قطعة علكة على جرعة ثابتة (مثلاً 1–2 غرام)، مما يسهّل التحكم في الجرعات اليومية.


الفوائد المحتملة لعلكة الكرياتين

  1. سرعة وصول أعلى:
    تشير بعض الدراسات إلى أن الامتصاص عبر الغشاء الفموي قد يقلل من الوقت اللازم لوصول الكرياتين إلى الدم، مقارنة بالمساحيق التي تمر أولًا بالجهاز الهضمي.

  2. استدامة الجرعات على مدار اليوم:
    يمكن مضغ قطعة أو قطعتين عدة مرات يوميًا، ما يضمن توفّر الكرياتين باستمرار في الجسم دون اضطرار لتناول جرعات كبيرة مرة واحدة.

  3. راحة ومرونة:
    مناسبة لمن يكرهون مذاق المساحيق أو لا يملكون الوقت لتحضير المشروبات قبل التمرين.

  4. تحسين الالتزام:
    يسهل دمج العلكة في الروتين اليومي، ما قد يزيد من الانتظام في تناول المكملات.


التحديات والاعتبارات

  • الجرعة الإجمالية اليومية:
    الجرعات المثبتة علميًا لتعظيم فوائد الكرياتين تتراوح بين 3 إلى 5 غرامات يوميًا. مع قطع العلكة (1–2 غرام)، قد تحتاج لمضغ 2–5 قطع يوميًا، الأمر الذي قد يزيد التكلفة.

  • التكلفة:
    علكة الكرياتين غالبًا ما تكون أغلى من شكل المسحوق، خاصة عند حساب الحاجة لجرعات متعددة يوميًا.

  • الآثار الجانبية الفموية:
    الإفراط في المضغ قد يسبب آلامًا في الفك أو تهيجًا للثة، خصوصًا مع احتواء بعض الأنواع على محليات أو نكهات صناعية.

  • نقاوة المنتج:
    يجب التحقق من مصدر العلكة وأن تكون معتمدة من جهة موثوقة خالية من الشوائب والمواد المحظورة للرياضيين.


هل تستحق التجربة؟

يعتمد الجواب على أهدافك الرياضية وميزانيتك الشخصية:

  • للرياضيين المحترفين أو متوسطي المستوى الذين يبحثون عن الحصول على مكمل سهل وسريع الامتصاص، قد تكون علكة الكرياتين خيارًا جيدًا كبديل من حين لآخر أو لإدخال المزيد من التنوع في روتين المكملات.

  • للهواة والأشخاص محدودي الميزانية، يظل الكرياتين المسحوق التقليدي هو الأكثر فعالية من حيث التكلفة، مع نفس الفوائد العلمية الثابتة.

  • لمن يعانون من صعوبة في المضغ أو لديهم حساسية للفموية، قد يكون من الأفضل الالتزام بالأشكال السائلة أو المساحيق.


نصائح عند استخدام علكة الكرياتين

  1. اتباع الجرعة اليومية المثبتة (3–5 غرام): تأكد من حساب عدد القطع اللازمة للوصول إلى هذه الجرعة.

  2. تناولها مع الوجبات أو قبل التمرين: للحصول على أفضل امتصاص ممكن.

  3. التحقق من المكونات: اختر أنواعًا خالية من المحليات الضارة والمكملات غير الضرورية.

  4. التوازن مع الماء: على الرغم من الامتصاص الفموي، احرص على شرب كميات كافية من الماء طيلة اليوم لدعم الأداء العضلي والصحة العامة.


الخلاصة

تمثل علكة الكرياتين ابتكارًا ممتعًا وسهل الاستخدام في عالم مكملات الأداء الرياضي، وتوفر مميزات مثل السرعة والملاءمة والجرعات المحسوبة. ومع ذلك، تبقى الفعالية القصوى والتكلفة عاملين مهمين يجب أخذهما في الاعتبار. إذا كنت تبحث عن طريقة مريحة لتناول الكرياتين وترغب في تجربة شكل مختلف، قد تستحق العلكة التجربة، لكن لا تغني تمامًا عن الأشكال التقليدية من حيث التكلفة والكمية. في النهاية، اختر الصيغة التي تتناسب مع أهدافك الرياضية وميزانيتك وتفضيلاتك الشخصية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق