السبت، 4 أكتوبر 2025

الرجل الذي "نُسي" في الزنزانة: قصة ستيفن سليفين

 

في عام 2005، كان ستيفن سليفين يعيش حياة عادية في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، قبل أن تنقلب فجأة رأسًا على عقب بسبب تهمة بسيطة: الاشتباه في قيادته تحت تأثير الكحول.
ما بدأ كمخالفة مرورية، انتهى بكابوس إنساني من نوعٍ نادر — فقد تم احتجازه في الحبس الانفرادي لمدة 22 شهرًا، دون أن يُحاكَم أو يُدان، فقط… تُرِك هناك.

خلال تلك المدة، تدهورت صحته النفسية والجسدية بشدة. كان يعيش في زنزانة صغيرة، بلا تواصل بشري تقريبًا، وبلا رعاية طبية. تقرحات الفراش التهمت جسده، ووزنه تراجع إلى النصف تقريبًا. والأسوأ: حين أصيب بعدوى في فمه ولم يُسمح له برؤية طبيب، اضطر إلى خلع أحد أسنانه بنفسه مستخدمًا أدوات بدائية.

عندما خرج سليفين عام 2007، لم يخرج كما دخل. خرج منهكًا، محطمًا، متسائلًا: كيف يمكن أن "تنسى" دولة مواطنًا خلف القضبان؟
رفع دعوى قضائية ضد مقاطعة دونيا آنا، وفي عام 2013، توصّل إلى تسوية تاريخية بلغت 15.5 مليون دولار — واحدة من أكبر تعويضات الإهمال في تاريخ السجون الأميركية.

اليوم، يُدرَّس ملف ستيفن سليفين في كليات القانون وعلم النفس كمثال صادم على ما يمكن أن تفعله العزلة الطويلة والإهمال المؤسسي بالإنسان.
قضيته أعادت فتح النقاش حول نظام الحبس الانفرادي في الولايات المتحدة، وكيف يمكن لـ"إجراء احترازي" أن يتحول إلى تعذيب بطيء باسم القانون.

كيف وُلدت لعبة “سوليتير” من ملل متدرّب في مايكروسوفت 🎴

 

في صيف عام 1988، كان شاب اسمه وِس تشيري (Wes Cherry) يعمل متدربًا في مايكروسوفت. لم يكن يعلم أن بضعة أسطر كتبها في وقت فراغه ستتحول إلى واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ: Windows Solitaire.

بدأت القصة ببساطة شديدة. كان ويس يلعب نسخة من لعبة الورق “سوليتير” على أجهزة ماكنتوش، فأراد أن يبرمج نسخته الخاصة على نظام Windows 2.1 فقط للتسلية والتعلّم. وضع اللعبة على خادم داخلي في مايكروسوفت، حيث كان الموظفون يشاركون تجاربهم البرمجية الصغيرة، ولم يتخيل أن يراها أحد خارج الشركة.

لكنّ القدر كان يخبّئ مفاجأة. أحد مديري البرامج اطّلع على اللعبة، وأُعجب بها لدرجة أنه قرر أن تُضم رسميًا إلى نظام التشغيل Windows 3.0 عام 1990، لتُصبح أول لعبة مدمجة في ويندوز. الهدف لم يكن الترفيه فحسب، بل تعليم المستخدمين الجدد كيفية استخدام الفأرة—السحب والإفلات تحديدًا، وهي فكرة جديدة آنذاك.

منذ تلك اللحظة، لم يتوقف العالم عن اللعب. أصبحت Solitaire اللعبة الأكثر تشغيلًا في العالم، وتحوّلت إلى رمز من رموز الحاسوب الشخصي. ولم يتقاضَ ويس تشيري أي عوائد مادية عنها، فقد كانت مجرد مشروع جانبي لطيف. المكافأة الوحيدة التي تلقاها كانت جهاز IBM XT استخدمه لإصلاح بعض الأخطاء البرمجية.

لاحقًا، طوّر تشيري لعبة أخرى هي Pipe Dream ضمن حزمة Microsoft Entertainment Pack، قبل أن يغادر عالم البرمجة ليعيش حياة مختلفة تمامًا: يملك اليوم مزرعة تفاح صغيرة في جزيرة قرب سياتل، ويدير مصنعًا محليًا لعصير التفاح (cidery) 🍏.

وفي عام 2015، احتفلت مايكروسوفت بالذكرى الخامسة والعشرين للعبة بتنظيم بطولة Solitaire في مقرها الرئيسي، تكريمًا للعبة التي بدأت كهواية متدرب وانتهت كجزء من ذاكرة أجيال.

الجمعة، 3 أكتوبر 2025

قصة السروال الذي دمّر حياة قاضٍ



قصة السروال الذي دمّر حياة قاضٍ


أحيانًا تبدأ الحكاية من تفصيل صغير جدًا، لكنّها تكبر حتى تبتلع حياة كاملة. هذه القصة الحقيقية جرت في واشنطن عام 2005، وعُرفت إعلاميًا باسم "قضية السروال المفقود".


البداية: سروال في محل تنظيف


القاضي الإداري روي بيرسون أخذ سرواله المفضل إلى محل تنظيف تديره عائلة مهاجرة من كوريا. لكن عندما عاد لاستلامه، لم يجد السروال. حدث عادي قد يمرّ به أي زبون، أليس كذلك؟


لكن بيرسون قرر أن الأمر ليس بسيطًا. فقد رأى على واجهة المحل لافتة مكتوبًا عليها: "Satisfaction Guaranteed" – الرضا مضمون. هو اعتبرها التزامًا قانونيًا حرفيًا، لا مجرد شعار تجاري. ومن هنا بدأت القصة.


الدعوى: 54 مليون دولار


بيرسون رفع دعوى قضائية ضد أصحاب المحل مطالبًا بتعويضات خيالية وصلت إلى 54 مليون دولار، زاعمًا أنّه تعرض لأذى نفسي وخسائر مالية لأنه لم يجد سرواله! القضية سرعان ما تحولت إلى مادة ساخرة في الإعلام الأميركي والعالمي، بوصفها واحدة من أكثر الدعاوى القضائية غرابة في التاريخ.


النهاية: خسارة مضاعفة


استمرت القضية أربع سنوات، رفضت خلالها المحاكم كل طلباته، بل إن المحكمة عرضت عليه تسوية بقيمة 12 ألف دولار كتعويض رمزي، لكنه رفض بإصرار. وفي النهاية، خسر بيرسون القضية، وخسر معها أكثر:


فقد منصبه كقاضٍ إداري بعد انتهاء ولايته.


تحطمت سمعته المهنية.


صار مثالًا عالميًا على القضايا العبثية.




أسعار السكر تهبط لأدنى مستوى منذ 2021



أسعار السكر تهبط لأدنى مستوى منذ 2021: وفرة الإنتاج تضع السوق تحت الضغط


شهدت أسواق السكر العالمية في سبتمبر 2025 انخفاضًا حادًا دفع الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ مارس 2021، وفقًا لآخر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). فقد تراجع مؤشر أسعار السكر بنسبة 4.1% إلى 99.4 نقطة، ما يعكس حالة من التراجع المستمر نتيجة توقعات وفرة المعروض عالميًا.


البرازيل والهند وتايلاند في صدارة الإنتاج


العامل الأبرز وراء هذا التراجع يتمثل في الزيادة الكبيرة في الإنتاج لدى كبار المنتجين، وعلى رأسهم البرازيل والهند وتايلاند.


البرازيل، أكبر مُصدر للسكر في العالم، سجلت موسمًا قويًا بفضل الطقس الملائم واتساع المساحات المزروعة بقصب السكر.


الهند، التي عادةً ما تتأرجح بين تقييد وتحرير صادراتها، أظهرت إشارات لزيادة الكميات المخصصة للتصدير، ما عزز وفرة المعروض.


تايلاند كذلك استفادت من موسم أمطار جيد مكّنها من رفع معدلات الإنتاج والتصدير.



هذه التطورات أدت إلى حالة من التشبع النسبي في السوق العالمية، ما انعكس فورًا على أسعار العقود الآجلة.


حركة الأسعار في البورصات العالمية


في بورصة ICE الأمريكية، يتم تداول عقود السكر الخام (Sugar #11) حاليًا حول 16.4 – 16.6 سنتًا للرطل. ورغم تسجيل بعض الارتفاعات اليومية، إلا أن الاتجاه العام خلال الأشهر الماضية يؤكد مسارًا هبوطيًا مقارنة بالذروة التي شهدتها الأسعار في 2024.


ما الذي ينتظر السوق؟


التوقعات تشير إلى استمرار الضغوط الهبوطية على المدى القريب، طالما استمرت وفرة المعروض من المنتجين الرئيسيين. لكن هناك عوامل قد تعكس الاتجاه:


قرارات حكومية مفاجئة بتقييد الصادرات (خصوصًا من الهند).


تقلبات الطقس التي قد تؤثر على جودة المحاصيل.


اضطرابات لوجستية في الشحن والنقل.



خلاصة


هبوط أسعار السكر إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات يمثل مؤشرًا واضحًا على ديناميكيات العرض والطلب في الأسواق الزراعية العالمية. وفرة الإنتاج في البرازيل والهند وتايلاند لعبت دورًا رئيسيًا في الضغط على الأسعار، بينما تبقى الأسواق مترقبة لأي متغيرات قد تعيد التوازن من جديد.


بالنسبة للمستثمرين والمتابعين لأسواق السلع، فإن هذه المرحلة تفتح نافذة مهمة للتفكير في استراتيجيات التحوط والتسعير، خصوصًا للشركات المعتمدة على واردات السكر كمكون أساسي في منتجاتها.



---