الجمعة، 10 أكتوبر 2025

🦧 كين ألين: القرد الذي حيّر حراس حديقة سان دييغو

 



🦧 كين ألين: القرد الذي حيّر حراس حديقة سان دييغو

في منتصف الثمانينات، لم يكن أحد يتوقع أن يصبح قرد أورانغوتان في حديقة حيوانات سان دييغو بطلًا شعبيًا في أمريكا.
لكن "كين ألين" لم يكن قردًا عاديًا. كان هادئ الملامح، ذكي النظرات، ويمتلك حس فضول لا يشبه أي حيوان في القفص المجاور.
الناس كانوا يرونه مجرد قرد لطيف، لكنه كان يرى نفسه سجينًا… وكان عنده خطة.


البداية: هروب من نوع آخر

في 13 يونيو 1985، حدث ما لم يتخيله أحد.
تسلّق كين ألين جدار حظيرته البالغ ارتفاعه أكثر من 3 أمتار، وخرج من منطقة الأورانغوتان بهدوء مذهل.
تجوّل بين الزوّار وكأنه أحدهم، يراقب الحيوانات الأخرى بلا خوف، قبل أن يلحظه أحد العاملين ويعيده إلى مكانه.

لكن بالنسبة لكين، لم يكن ذلك مجرد هروب… كان تجربة ناجحة يجب تكرارها.


سلسلة الهروب الكبرى

خلال ذلك الصيف نفسه، هرب كين ثلاث مرات.
في كل مرة كان الحراس يعيدون تصميم الحظيرة، وفي كل مرة كان يجد ثغرة جديدة.
أحيانًا كان يتسلق زاوية لم ينتبهوا إليها، وأحيانًا يستخدم الحجارة أو الأسلاك بطريقة ذكية تفتح له طريقًا للحرية.

الحديقة اضطرت إلى تعيين فريق هندسي خاص لتحليل كيف كان القرد يهرب، حتى إنهم استأجروا متسلقي جبال لاختبار جدران الحظيرة.
لكن كين ألين كان دائمًا أسبق بخطوة.


هوديني الغابة

الصحافة أحبّت القصة.
أطلقت عليه لقب "القرد هاري هوديني"، نسبةً إلى الساحر الأمريكي الشهير الذي اشتهر بخداع القيود والسلاسل.
أما الجمهور، فوقع في غرامه.
أصبح له جمهور حقيقي يزور الحديقة خصيصًا لرؤيته، بل وظهر بعض الزوار يرتدون قمصانًا مكتوب عليها Free Ken Allen! — “أطلقوا سراح كين ألين!”.

الطريف أن كين لم يكن عدوانيًا قط.
لم يؤذِ أحدًا، ولم يهاجم الحراس أو الزوار.
كل ما كان يفعله هو التجول في الحديقة بهدوء، ثم يجلس في مكان ما وكأنه يقول لهم: ها قد عدتُ إلى الحرية ولو للحظات.


ذكاء يفوق التوقع

العلماء في الحديقة لاحظوا أن كين لم يكن مجرد قرد مشاغب، بل كان يملك قدرة إدراكية عالية على الملاحظة والتخطيط.
كان يراقب الحراس بدقة، يتعلّم من تحركاتهم، ويستنتج نقاط الضعف في القفص.
وفي بعض الحالات، بدا وكأنه يفهم أن هناك من يراقبه، فيُغيّر سلوكه عمدًا — كما لو كان يخفي خطته!


النهاية الهادئة

بعد شهرة واسعة وحياة مليئة بالدهاء والمغامرات، عاش كين ألين ما تبقّى من حياته في راحة داخل الحديقة، محاطًا بالرعاية والاهتمام.
في 1 ديسمبر 2000، توفي بسبب سرطان الخلايا البائية (نوع من اللوكيميا) عن عمر 29 عامًا.

لكن إرثه لم يمت.
حتى اليوم، ما زال اسمه يُذكر في كتب علم السلوك الحيواني كمثال مدهش على الذكاء العاطفي والتخطيط لدى القردة العليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق