الجمعة، 24 أكتوبر 2025

فتاة المعجزة: الناجية التي "انتزعتها" سفينة أخرى من فراشها وسط المحيط

 في عام 1956، كانت سفينة الركاب الفاخرة "إس إس أندريا دوريا" تُعتبر فخر إيطاليا؛ الأكبر، الأسرع، والأكثر أمانًا. لكن التاريخ لم يذكرها لهذه الأسباب.

في 25 يوليو من ذلك العام، بينما كانت السفينة تبحر باتجاه الساحل الشرقي للولايات المتحدة، دخلت في ستار كثيف من الضباب. اتبع القبطان الإجراءات المتبعة: أبطأ سرعة السفينة وأطلق صافرة الضباب.

بعد وقت قصير، دخلت سفينة أخرى، "إس إس ستوكهولم" السويدية، إلى نفس منطقة الضباب. ورغم أن كلتا السفينتين كانتا تستخدمان الرادار، إلا أن طاقم كل منهما أساء تفسير ما يراه على الشاشة. لم يحدث أي اتصال بينهما بينما كانتا تندفعان نحو بعضهما البعض.

وحين حدث الاتصال البصري أخيرًا، كان الأوان قد فات.

في تمام الساعة 11:10 ليلاً، اصطدمت مقدمة سفينة "ستوكهولم" مباشرة بجانب "أندريا دوريا"، مخترقةً هيكلها بعمق يزيد عن 40 قدمًا. كان الاصطدام عنيفًا وفوريًا، وأودى بحياة 46 شخصًا على متن "أندريا دوريا" وخمسة أشخاص على متن "ستوكهولم".

عندما انتشر الخبر، تصدر جميع وكالات الأنباء العالمية، بما في ذلك شبكة ABC News في الولايات المتحدة. المراسل الذي تم اختياره لتغطية هذه الكارثة كان رجلاً يُدعى إدوارد مورغان.

ما لم يكن يعرفه زملاؤه في العمل هو أن ابنة إدوارد البالغة من العمر 14 عامًا، ليندا مورغان، كانت على متن "أندريا دوريا". وقبل لحظات فقط من ظهوره على الهواء مباشرة، تلقى إدوارد خبرًا مفجعًا: ابنته في عداد المفقودين، ويُفترض أنها ماتت.

لم يكن بيد إدوارد ما يفعله سوى انتظار المزيد من المعلومات. ورغم هذا العبء الذي لا يُحتمل، صعد إدوارد أمام الكاميرا، وقدم تقريره الإخباري عن الكارثة. تحدث بمهنية تامة، رابط الجأش، ولم يفقد تماسكه أبدًا، ولم يأتِ على ذكر ابنته مطلقًا.

ولكن بعد أن أنهى بثه، بدأت قصة أخرى، قصة لا تُصدق، تتكشف وسط الحطام.

على ما يبدو، كانت هناك فتاة نائمة في إحدى الكبائن على "أندريا دوريا" التي تلقت الضربة المباشرة من "ستوكهولم". استيقظت الفتاة بعد الاصطدام لتجد نفسها في مكان غريب ومظلم، وبدأت تصرخ بحثًا عن والدتها.

في هذه الأثناء، على متن سفينة "ستوكهولم" المتضررة، سمع أحد أفراد الطاقم صرخات الفتاة. ركض الرجل نحو مقدمة السفينة المدمرة، مصدر الصوت، وعندما وصل، لم يصدق عينيه.

هناك، جاثمًا على مقدمة "ستوكهولم" المحطمة، كان يوجد سرير. وعلى هذا السرير، كانت تجلس فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، شبه سالمة. كانت تلك الفتاة هي ليندا مورغان.

ما حدث كان أشبه بالخيال: عندما اخترقت "ستوكهولم" جانب "أندريا دوريا"، "جرفت" مقدمة السفينة السويدية سرير ليندا بالكامل، وسحبتها معها إلى داخل هيكل "ستوكهولم". وعندما ارتدت "ستوكهولم" للخلف، سحبت السرير وليندا معها، لتستقر بأعجوبة على سطح السفينة المهاجمة.

عندما اكتشف إدوارد مورغان أن ابنته هي "فتاة المعجزة" التي يتحدث عنها الجميع، غمرته المشاعر. عاد إلى الهواء مرة أخرى، ولكن هذه المرة، تحدث عن ابنته وقصة نجاتها المذهلة، وعن مدى صعوبة نقل الأخبار عندما تكون الكارثة شخصية.

تعافت ليندا جسديًا بشكل كامل، ولم تُصب سوى بكسر في ذراعها. لكنها عانت لسنوات طويلة من "ذنب الناجي"، فقد قُتل في الحادث زوج والدتها وأختها غير الشقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق