الجمعة، 3 أكتوبر 2025

قصة السروال الذي دمّر حياة قاضٍ



قصة السروال الذي دمّر حياة قاضٍ


أحيانًا تبدأ الحكاية من تفصيل صغير جدًا، لكنّها تكبر حتى تبتلع حياة كاملة. هذه القصة الحقيقية جرت في واشنطن عام 2005، وعُرفت إعلاميًا باسم "قضية السروال المفقود".


البداية: سروال في محل تنظيف


القاضي الإداري روي بيرسون أخذ سرواله المفضل إلى محل تنظيف تديره عائلة مهاجرة من كوريا. لكن عندما عاد لاستلامه، لم يجد السروال. حدث عادي قد يمرّ به أي زبون، أليس كذلك؟


لكن بيرسون قرر أن الأمر ليس بسيطًا. فقد رأى على واجهة المحل لافتة مكتوبًا عليها: "Satisfaction Guaranteed" – الرضا مضمون. هو اعتبرها التزامًا قانونيًا حرفيًا، لا مجرد شعار تجاري. ومن هنا بدأت القصة.


الدعوى: 54 مليون دولار


بيرسون رفع دعوى قضائية ضد أصحاب المحل مطالبًا بتعويضات خيالية وصلت إلى 54 مليون دولار، زاعمًا أنّه تعرض لأذى نفسي وخسائر مالية لأنه لم يجد سرواله! القضية سرعان ما تحولت إلى مادة ساخرة في الإعلام الأميركي والعالمي، بوصفها واحدة من أكثر الدعاوى القضائية غرابة في التاريخ.


النهاية: خسارة مضاعفة


استمرت القضية أربع سنوات، رفضت خلالها المحاكم كل طلباته، بل إن المحكمة عرضت عليه تسوية بقيمة 12 ألف دولار كتعويض رمزي، لكنه رفض بإصرار. وفي النهاية، خسر بيرسون القضية، وخسر معها أكثر:


فقد منصبه كقاضٍ إداري بعد انتهاء ولايته.


تحطمت سمعته المهنية.


صار مثالًا عالميًا على القضايا العبثية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق